قال الإمـام النووي – رحمه الله – في شرح " ومـا أدراك أنها رقية" : ( فيه التصريح بأنهـا رقية فيستحب أن يقرأ بها على اللديغ والمريض وسـائر أصحاب الأسقام والعاهات ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 / 356 ) .
وقال الحافظ بن حجر
قال الإمام القرطبي معلقا على حديث عائشة – رضي الله عنها - : بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا ، يشفى سقيمنا ، بـإذن ربنا ) : فيه دلالة على جواز الرقى من كل الآلام ) ( فتح الباري – 10 / 208 ) .
وقال ابن قيم الجوزية – رحمه الله تعالى - : ( فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية ، وأدواء الدنيا والآخرة ، ومـا كل أحـد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به ، وإذا أحسن العليل التداوي به ، ووضعه على دائه بصدق وإيمان ، وقبول تام ، واعتقاد جازم ، واستيفاء شروطه ، لم يقاومه الـداء أبـدا ، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها ، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه الله فهما في كتابه،قال تعالى : ﴿ أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ﴾ ( سورة العنكبوت، الآية : 51 ).. ثم قال: فمن لم يشفه القرآن ، فلا شفاه الله ، ومن لم يكفه القرآن فلا كفاه الله ) ( الطب النبوي – ص : 352 ) .
وقال : ( واعلم أن الأدوية الإلهية تنفع من الداء بعد حصوله ، وتمنع من وقوعه ، وإن وقع لم يقع وقوعا مضرا وإن كـان مؤديا ، والأدوية الطبيعية إنمـا تنفع بعد حصول الـداء ، فالتعوذات والأذكار إما أن تمنع وقوع هذه الأسباب ، وإمـا أن تحول بينها وبين كمال تأثيرها بحسب كمال التعوذ وقوته وضعفه ، فالرقى والعوذ تستعمل لحفظ الصحة ، ولإزالة المرض ) ( زاد المعاد – 4 / 182 ) .